أعمى بصرك يوم جحدتها على ابن أبي طالب، قال: فلذلك عمي بصري، قال:
وما علمك بذلك فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك.
قال: فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت:
يا ابن عباس! ما تكلمت بصدق مثل أمس.
قال لك علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وإن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت:
من هم؟
فقال: أنا وأحد عشر من صلبي، أئمة محدثون.
فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله، فتبدا لك الملك الذي يحدثه.
فقال: كذبت يا عبد الله! رأت عيناي الذي حدثك به علي - ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه - ثم صفقك بجناحه فعميت.
قال: فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله.
فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين؟
قال: لا!
فقلت: ههنا هلكت وأهلكت (1).