ويحتمل أن يكون الكتاب إلى المنذر بعد موت الحارث سنة الفتح كما يأتي.
غسان كشداد حي من الأزد من قحطان كذا في نهاية الإرب، وهم قبيلة كبيرة من الأزد باليمن، شربوا من ماء قرب سد مآرب يقال له غسان فسموا به، وكانوا يسكنون بين رمع وزبيد، فجلوا عن اليمن حين انهدم سد مآرب، ونزلوا الشام، وغلبوا على من هناك من العرب وأسسوا دولة الغساسنة، وكانوا عمالا للقياصرة، واختلف في عدد من ملك منهم فقيل: اثنين وثلاثين، وقيل: أقل من ذلك، وكان مسكنهم بين الجولان واليرموك من غوطة دمشق.
وكانت النصرانية في غسان (1).
" يبقى ملكك " الظاهر أنه وعد له إن أسلم أن يبقى ملكه وسلطانه ولا يؤخذ منه، أو إخبار ببقاء ملكه لو أسلم كما أخبر عن انقضاء ملك كسرى والنجاشي حين خرقا كتابه (صلى الله عليه وآله) بقوله: " أما إنه ستمزقون ملكه " و " فخرقها والله مخرقه ومخرق ملكه ".
تأبى ملك غسان عن قبول الإسلام، ورمى بالكتاب وقال: هاأنا سائر إليه، وبعد ذلك أيضا لم يتأثروا ولم يسلموا ولم يرسلوا وفدا إلى المدينة، نعم جاءه (صلى الله عليه وآله) في السنة العاشرة في رمضان ثلاثة منهم وقبلوا الإسلام (2).
ومن الواجب الذي يجب لفت النظر إليه هو أن الرسالة تدعو الحارث إلى الايمان بالله الواحد الذي لا إله إلا هو، وتعده بمملكته مقابل الايمان، ولا نجد فيها