سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها * كحلت به من شدة الشوق أجفاني وإليها ينسب أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح الغزي، يروي عن مالك بن أنس والوليد بن مسلم وغيرهما، روى عنه أبو زرعة الرازي ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وإليها ينسب أيضا إبراهيم بن عثمان الأشهبي الشاعر الغزي، سافر الدنيا ومات بخراسان، وكان قد خرج من مرو يقصد بلخ فمات في الطريق في سنة 524، ومولده سنة 441، قال أبو منصور: ورأيت في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم رملة يقال لها غزة فيها أحساء جمة ونخل، وقد نسب الأخطل الوحش إلى غزة فقال يصف ناقة:
كأنها بعد ضم السير خيلها * من وحش غزة موشي الشوى لهق وغزة أيضا: بلد بإفريقية، بينه وبين القيروان نحو ثلاثة أيام، ينزلها القوافل القاصدة إلى الجزائر، ذكر ذلك أبو عبيد البكري والحسن بن محمد المهلبي في كتابيهما.
الغزيز: بلفظ التصغير، وهو بزايين: ماء يقع عن يسار القاصد إلى مكة من اليمامة، قال أبو عمرو:
الغزيز ماء لبني تميم معروف، قال جرير:
فهيهات هيهات الغزيز ومن به، * وهيهات خل بالغزيز نواصله وقال نصر: الغزيز، بزايين معجمتين، ماء قرب اليمامة في قف عند الوركة لبني عطارد بن عوف بن سعد، وقيل للأحنف بن قيس لما احتضر: ما تتمنى؟
قال: شربة من ماء الغزيز، وهو ماء مر، وكان موته بالكوفة والفرات جاره.
الغزيل: تصغير الغزال من الوحش، دارة الغزيل:
لبني الحارث بن ربيعة بن بكر بن كلاب.
غزية: بضم الغين، وفتح الزاي، وتشديد الياء، وقيل: بفتح الغين، وكسر الزاي، وقيل: بفتح الراء المهملة: موضع قرب فيد وبينهما مسافة يوم، وثم ماء يقال له غمر غزية، قيل إنه أغزر ماء لغني وهو قرب جبلة، عن نصر.
باب الغين والسين وما يليهما غسان: يجوز أن يكون فعلان، بالفتح، من الغس وهو دخول الرجل في البلاد ومضيه فيها قدما، أو من غسسته في الماء إذا غطته، ويجوز أن يكون فعالا من قولهم: علمت أن ذلك من غسان قلبك أي من أقصى نفسك، أو من قولهم للشئ الجميل:
هو ذو غسن، وأصل الغسن خصل الشعر من المرأة والفرس: وهو اسم ماء نزل عليه بنو مازن ابن الأزد بن الغوث وهم الأنصار وبنو جفنة وخزاعة فسموا به، وفي كتاب عبد الملك بن هشام: غسان ماء بسد مأرب باليمن كان شربا لبني مازن بن الأزد ابن الغوث، ويقال: غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفة، وقال نصر: غسان ماء باليمن بين رمع وزبيد وإليه تنسب القبائل المشهورة، وقيل: هو اسم دابة وقعت في هذا الماء فسمي الماء بها، فأما الأنصار فهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث، وأما جفنة فهو ابن عمرو ابن عامر بن حارثة بن امرئ القيس، وأما خزاعة فهم ولد عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس، وكان عمرو أول من بحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وغير دين إسماعيل، عليه السلام، ودعا العرب إلى عبادة