بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله، ولا غالب إلا الله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، حسبي الله، توكلت على الله، وأفوض أمري إلى الله والتجئ إلى الله، وبالله أحاول وأصاول وأكاثر وأفاخر وأعتز وأعتصم، عليه توكلت وإليه متاب، لا إله إلا الله الحي القيوم عدد الثرى والحصى والنجوم والملائكة الصفوف، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (1) ".
ومما خرج عن صاحب الزمان عجل الله فرجه زيادة في هذا الدعاء إلى محمد بن الصلت القمي الحديث (2).
أقول: قال العلامة المجلسي رضي الله عنه: " فهم بعض الأصحاب: أن دعاء الحريق ينتهي عند قوله: " وأهل المغفرة ثلاثا " ويحتمل أن يكون الجميع منه إلى قوله: " إني كنت من الظالمين " وقال الكفعمي في كتابيه: إنما سمي هذا الدعاء بدعاء الحريق لما روي عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعت أبي محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول:
كنت مع أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) بقبا يعود شيخا من الأنصار إذ أتى أبي (عليه السلام) آت وقال له: ألحق دارك، فقد احترقت، فقال (عليه السلام): لم تحترق، فذهب ثم عاد وقال: قد احترقت فقال أبي (عليه السلام): والله ما احترقت، فذهب ثم عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي: قد احترقت دارك، فقال: كلا والله ما احترقت وإني بربي أوثق منكم، ثم انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدار إلا هي، فقال أبي الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟ فقال: يا بني شئ نتوارثه من علم النبي (صلى الله عليه وآله) هو أحب إلي من الدنيا وما فيها من المال والجواهر والأملاك، وأعد من الرجال والسلاح، وهو سر أتى به جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فعلمه عليا وابنته