صعب جدا لا يستطيع أن يدعيه إلا من شملته العناية الإلهية.
ومن هنا نستطيع أن نستخلص أن الهدف الأسمى من ترجمة العلماء الأبرار من أمثال شيخنا المترجم له، إنما هو التخلق بأخلاقهم واتباع آثارهم بقدر الإمكان. إذن فلا يهمنا من البحث، الجوانب التاريخية المحضة التي لا تؤثر في هذه المهمة كالبحث عن أن اسمه " زين الدين " وأن أباه " علي " أم أن " زين الدين " لقبه واسمه " علي " كما توهم والصحيح هو الأول، أو البحث عن وجه تسميته ب " ابن الحاجة " وأنه اسمه أو اسم أبيه أو جده، وأنه بتشديد الجيم أو بتخفيفه أو أن الصحيح " ابن الحجة " بضم الحاء أو بفتحه وتشديد الجيم مخفف الحاجة وأمثال ذلك مما تعرض له بعض المترجمين له، وكذلك البحث عن وجه تسميته بالنحاريري والطلوسي وغير ذلك مما ذكروه، فلا نتعرض لأمثال ذلك إلا بنحو الإشارة في بعض الموارد.
اسمه ونسبه هو: زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين صالح بن مشرف العاملي. هكذا ورد في رسالة ابن العودي (1)، وهو تلميذه وأقرب الناس إليه، وكذا ورد في إجازته قدس سره للشيخ حسين عبد الصمد والد شيخنا البهائي على ما ورد في البحار (2)، إلا أن فيها بدل " مشرف "، " شرف ". ولكن الوارد في كثير من الكتب " مشرف " فيقوى احتمال التصحيف في البحار.
وذكر في آخر الإجازة (3): " وكتب هذه الأحرف بيده الفانية زين الدين بن علي بن أحمد شهر بابن الحاجة.. " وأعقبه العلامة المجلسي رحمه الله