مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم نبذة من أحوال الشهيد وترجمته قلما يجود الزمان بشخصيات كشيخنا الشهيد قدس الله روحه جامعة لمختلف الفضائل والكمالات الإنسانية. وقلما يجد الباحث بين العلماء والسلف الصالح من يكون له هذا النصيب الوافر من التوفيقات الربانية. وحقا إن الإنسان عندما يقرأ في التاريخ أحوال الشهيد وأمثاله وعز له المثيل ليجد في نفسه حقارة وصغارا، ويتخاذل عن الترفع لبلوغ هذه القمة، وفي نفس الوقت، يشعر بالعزة والكرامة، وتطمئن نفسه إذا كان مهتديا بهديهم وسالكا سبيلهم.
والبحث عن أحوال هؤلاء العظماء، ينبغي بل يجب، لا للشكر والثناء على ما أسدوه على المجتمع البشري والدين ورجاله والعلم وذويه من نعم سابغة وأياد محمودة فحسب، بل ليستضئ السالك المتعلم على سبيل الرشاد في سبيله الخطير وطريقه المظلم، بأنوار هداياتهم ويستعبر بما خلفوه من عبر، ويتبع ما تركوه من أثر ويجعل نصب عينيه ما نصبوه من أمثولة.
وإن شيخنا الشهيد السعيد لمن أروع المثل في السلف الصالح الذي ينبغي أن يقتفى أثره ويتأسى به. ولئن كان التمثل والتشبه الأئمة المعصومين عليهم السلام تماما وكمالا كالمستحيل علينا، فإن التمثل بأمثال الشهيد،