دينار عينا وتقول في الرقعة أمرتني السيدة بايصال هذا إليك من مالها وقالت اشتر ثيابا ومركوبا ومملوكا يسعى بين يديك، وأصلح به ظاهرك وتجمل بكل ما تقدر عليه وأحضر يوم الموكب إلى باب العامة وقف حتى تطلب فتدخل على الخليفة فتزوج بحضرته فأجبت على الرقعة وأخذت المال واشتريت منه ما قالوه بأحسن ما يكون، واحتفظت الباقي، وركبت دابتي يوم الموكب إلى باب العامة ووقفت إلى أن جاءني من استدعاني فأدخلت على المقتدر، وهو على السرير، والقضاة والهاشميون والجيش قيام فداخلني هيبة عظيمة وخطب بعض القضاة وزوجني فلما صرت في بعض الممرات عدل بي إلى دار عظيمة مفروشة بأنواع الفرش الفاخر والآلات والخدم فأجلست وتركت وحدي وانصرف من أدخلني فلبثت يومى لا أدرى من أعرف إلا خدم يدخلون ويخرجون، وطعام عظيم ينقل وهم يقولون الليلة تزف فلانة اسم زوجتني إلى فلان البزاز. فلما جاء الليل أثر الجوع بي، وأقفلت الأبواب وآيست من الجارية فقمت أطوف في الدار فوقعت على المطبخ وإذا قوم طباخون جلوس فاستطعمتهم فلم يعرفوني فقدموا إلى داجيراجة فأكلتها ومسحت يدي باشنان كان في المطبخ وأنا مستعجل لئلا يفطن بي وظننت انى نقيت من ريحها، وعدت إلى مكاني فلما انتصف الليل إذا بطبول وزمور والأبواب تفتح وصاحبتي قد أهديت إلى وجاؤا بها يحملونها وأنا أقدر أن ذلك في النوم ولا أصدق به، وقد كادت مرارتي تنشق سرورا ثم خلوت بها وانصرف الناس فحين تقدمت إليها وقبلتها رفستني فرمت بي عن المنضدة، وقالت: أنكرت أن تفلح يا عامي، وقامت لتخرج فتعلقت بها وقبلت الأرض بين يديها وقلت: عرفيني ذنبي واعملي بعده ما شئت فوقفت وقالت: هات حديثك عن يومك كله فقصصت عليها القصة كلها فلما وقفت عليها قالت: قل على، وعلى، وحلفتني بأيمان غليظة لا أكلت داجيراجة إلا غسلت يدي أربعين مرة فاستحيت وتبسمت قلت فرجعت إلى المنضدة وصاحت يا جواري فجاءت عدة وصائف. فقالت: هاتن ما نأكل. فقدمت إلينا مائدة حسنة وألوان فاخرة من موائد الخلفاء وألوانهم فأكلت وأكلت معها واستدعت
(٤١٠)