نمت علينا زفرة صاعدة * وملني العائد والعائدة يا رب كم فرجت من كل كربة * عنى فهذه المرة الواحدة وإن الذي حضر لتقليب الجارية الرشيد وجعفر بن يحيى متنكرين ومعهما إبراهيم الموصلي والنخاس وانهم انصرفوا وقطعوا الثمن على مائتي ألف درهم ثم عادوا بالمال معهم فأمروا بإعادة التقليب فخرجت الجارية فغنت لإبراهيم أيضا ومن عادة الأيام أن صروفها * إذا سر منها جانب ساء جانب وما اعرف الأيام إلا ذميمة * ولا الدهر إلا وهو بالثار طالب ثم ذكر بقية الحديث على قريب من هذا. وفى الخبر الأول زيادات ليست في حديث ابن جهور * وبلغني خبر لجعفر بن يحيى مع جارية تقارب هذا اخبرني به أبو محمد الحسن أبو عبد الرحمن بن خلاد الوانهرزي خليفة أبى على القضاء بها قال: أخبرنا محمد بن الصلت الجماني قال: حدثني بيلخ وشير النخاسان قالا: أرسل إلينا جعفر بن يحيى البرمكي يطلب جارية قوالة ذات أدب وظرف على صفة ذكرها وحدها فبقينا نجيل الرأي ونخوض في ذكرهن ونتواصف من يعرف منهن وإلى جانبنا شيخ من أهل الكوفة يسمع كلامنا فاقبل علينا فقال عندي بغية الوزير فانهضوا ان شئتم لتنظروا إليها فنهضنا معه حتى إذا وصلنا إلى داره وجدناها ظاهرة الاختلال ولم نر فيها إلا مسحا خلقا وثلاث قصبات عليها مسرجة فارتبنا لقوله لما ظهر من سوء حاله ثم صوت بها فخرجت والله إلينا جارية والله كأنها فلقة قمر تنثني كالقصب فاستقراها فقرأت آيات من القرآن حركت منا ما كان ساكنا واتبعتها بقصيدة مليحة شوقتنا وأطربتنا فقلنا أصناع؟ وأشرنا إلى يدها فقالت: نعم علمت العود وأنا صغيرة فقلنا أتحفينا به فقالت سبحان الله وهل يصلح ذلك العود الا لمولى مالك ان دعاني إليه فعلته. قال: وراح الرسول إلى جعفر فأخبره بما شاهده فلم يتمالك جعفر حين سمع بقصة الجارية حتى استنهض الرسول إلى منزل الشيخ وتبعه حتى دخل عليه وسأله اخراجها إليه
(٣٩٧)