الله، وكيف ندعوا إليكم ونحن صموت (1) قال: تعلمون ما (2) أمرناكم به من العمل بطاعة الله، وتتناهون عما نهيناكم عنه من ارتكاب محارم الله، وتعاملون الناس بالصدق والعدل، وتؤدون الأمانة، وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولا يطلع الناس منكم إلا على خير، فإذا رأوا ما أنتم عليه قالوا: هؤلاء الفلانية، رحم الله فلانا، ما كان أحسن ما يؤدب (3) أصحابه، وعلموا فضل ما كان عندنا، فسارعوا إليه (4)، أشهد على أبى محمد بن علي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته، لقد سمعته يقول: كان أولياؤنا وشيعتنا فيما مضى خير من كانوا فيه، إن كان إمام مسجد في الحي (5) كان منهم، وإن كان مؤذن في القبيلة كان منهم، وإن كان صاحب وديعة كان منهم، وإن كان صاحب أمانة كان منهم، وإن كان عالم من الناس يقصدونه لدينهم ومصالح أمورهم (6) كان منهم، فكونوا أنتم كذلك، حببونا إلى الناس، ولا تبغضونا إليهم.
وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه بلغه عن بعض شيعته تقصير في العمل، فوعظهم وغلظ عليهم، فقال في بعض ما قال لهم: إن من قصر في شئ مما افترض الله عليه، لم تنله رحمة الله، ولم ينل من شفاعة محمد صلى الله عليه وعلى آله يوم القيامة (7)، فاسمعوا عنا ما افترض الله عليكم واعملوا به، ولا تعصوا الله ورسوله وتعصونا بمخالفة ما نقول، فوالله ما هو إلا الله عز وجل، أومى (8) بيده إلى السماء، ونحن، وأومى بيده إلى نفسه، وشيعتنا منا، وسائر الناس في النار (9) بنا يعبد الله، وبنا يطاع الله، وبنا يعصى الله، فمن أطاعنا فقد أطاع الله، ومن عصانا فقد عصى الله، سبقت طاعتنا عزيمة من الله إلى خلقه، أنه لا يقبل عملا من أحد إلا بنا، ولا يرحم أحدا إلا بنا، ولا يعذب أحدا إلا بنا، فنحن