الذي بلغ عنه، وقبول ما جاء به، ثم معرفة الوصي (ع م)، ثم معرفة الأئمة بعد الرسل الذين (1) افترض الله طاعتهم في كل عصر وزمان على أهله، والايمان والتصديق بأول الرسل والأئمة وآخرهم. ثم العمل بما افترض الله عز وجل على العباد من الطاعات ظاهرا وباطنا، واجتناب ما حرم الله عز وجل عليهم ظاهره وباطنه (2)، وإنما حرم الظاهر بالباطن، والباطن بالظاهر معا جميعا، والأصل والفرع، فباطن الحرام حرام كظاهره، ولا يسع تحليل أحدهما، ولا يجوز ولا يحل إباحة شئ منه، وكذلك الطاعات مفروض على العباد إقامتها، ظاهرها وباطنها، لا يجزى إقامة ظاهر منها دون باطن ولا باطن دون ظاهر، ولا تجوز صلاة الظاهر مع ترك صلاة الباطن، ولا صلاة الباطن مع ترك صلاة الظاهر. وكذلك الزكاة، والصوم والحج والعمرة (3)، وجميع فرائض الله افترضها على عباده، وحرماته وشعائره.
وروينا عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه ذكر القرآن فقال: ظاهره عمل موجب، وباطنه علم مكنون محجوب، وهو عندنا معلوم مكتوب.
وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه أن رجلا من أصحابه ذكر له عن بعض من مرق من شيعته استحل المحارم، ممن كان يعد من شيعته، وقال:
إنهم يقولون إنما الدين المعرفة، فإذا عرفت الامام فاعمل ما شئت، فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد:: إنا لله وإنا إليه راجعون (4)، تأمل الكفرة ما لا يعلمون، وإنما قيل: اعرف الامام واعمل ما شئت من الطاعة فإنها مقبولة منك، لأنه لا يقبل الله عز وجل وعملا (5) بغير معرفة، ولو أن الرجل عمل أعمال البر كلها، وصام دهره وقام ليله (6)، وأنفق ماله في سبيل الله، وعمل بجميع طاعات الله عمره كله، ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض