قوله: ان الله يحب (إلخ) هو صحة العمل واجزائه وان ما يؤتى به تقية صحيحة محبوبة له تعالى، وظاهر قوله: «وعليه ان يدين الله في الباطن بخلاف ما يظهر» ان لماهية العبادات مصداقين مختلفين في حال التقية وغيرها، وليس المراد منه إعادة ما يأتي به تقية بلا إشكال.
ومنها ما عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحابه وفيها: وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعمتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله ان تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم (1) فقوله: بالتقية، متعلق بقوله: دينوا، والظاهر منه انه اعملوا بالديانة على نحو التقية واعبدوا الله فيما بينكم وبينهم عبادة على صفة التقية فيدل على ان الأعمال التي تعمل تقية عبادة الله وديانته تعالى ولا تكون صورة العبادة فيدل على صحتها وكون المأتي به مصداقا للمأمور به حال التقية.
ومنها ما عن بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله بسنده الصحيح عن معلى بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله: يا معلى اكتم أمرنا (إلى ان قال): يا معلى ان التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى ان الله يحب ان يعبد في السر كما يحب ان يعبد في العلانية، والمذيع لأمرنا كالجاحد له (2).
والظاهر ان العبادة سرا هي العبادة تقية حيث يعبد الله المتقى مع إسرار الحق وقد قال عليه السلام: ان الله يحب ان يعبد في السر، فالعبادة الواقعة على وجه التقية عبادة ومحبوبة فوقعت صحيحة، والظاهر ان المراد من قوله في موثقة هشام بن سالم: ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخباء، قلت: وما الخباء؟ قال: التقية (3) هو العبادة على نعت التقية ويكون