وسنة هو أمير المؤمنين عليه السلام في حين فات من القوم كثير منها لقلة اهتمامهم بذلك ويدل على ما ذكر بعض الروايات.
ومنها ان الأئمة عليهم السلام لامتيازهم الذاتي من ساير الناس في فهم الكتاب والسنة بعد امتيازهم منهم في ساير الكمالات فهموا جميع التفريعات المتفرعة على الأصول الكلية التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل بها الكتاب الإلهي ففتح لهم من كل باب فتحه رسول الله صلى الله عليه وآله للأمة الف باب حين كون غيرهم قاصرين، فعلم الكتاب والسنة وما يتفرع عليهما من شعب العلم ونكت التنزيل موروث لهم خلفا عن سلف وغيرهم محرومون بحسب نقصانهم عن هذا العلم الكثير النافع فيعولون على اجتهادهم الناقص من غير ضبط الكتاب والسنة تأويلا وتنزيلا ومن غير الرجوع إلى من رزقه الله تعالى علمهما وخصه به فترى في آية واحدة كآية الوضوء كيف اختلافهم مع غيرهم وقس على ذلك، وهذا باب واسع يرد إليه نوع الاختلافات الواقعة في الأمة ولقد أشار إلى ما ذكرنا كثير من الروايات في الأبواب المختلفة.
فالصوارف التي في لسانهم عليهم السلام يمكن صدور كثير منها من رسول الله منفصلا عن العمومات والمطلقات ولم يضبطها على ما هي عليها إلا خازن علمه أمير المؤمنين وأودعها إلى الأئمة عليهم السلام، وانما آخر البيان إلى زمن الصادقين عليهما السلام لابتلاء ساير الأئمة المتقدمين عليهما ببليات كثيرة سد عليهم لأجلها بيان الأحكام كما يشهد به التاريخ فلما بلغ زمانهما اتسع لهما المجال في برهة من الزمان فاجتمع العلماء والمحدثون عليهما فانتشرت الأحكام وانبثت البركات ولو اتسع المجال لغيرهما ما اتسع لهما لصارت الأحكام منتشرة قبلهما. ولو تأملت فيما ذكرنا وتتبعت الاخبار لوجدت ما ذكرنا احتمالا قريبا قابلا للتصديق.
في وجوه ورود العام والخاص والدوران بين النسخ والتخصيص إذا عرفت ذلك فنقول: انه إذا ورد عام وخاص ودار الأمر بين النسخ والتخصيص فتارة يعلم تقدم صدور العام على الخاص وحضور وقت العمل به ثم ورد الخاص وشك