وأما الثلاثون ألفا فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة وأما الأربعون ألفا فإنه يدل على النصرة وأما الخمسون ألفا فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى - كان مقداره خمسين ألف سنة - وأما الستون ألفا فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب وأما الثمانون ألفا فإنه يدل على الظفر والنصرة وأما التسعون ألفا فحصول الظفر لأعدائه وأما المائة ألف وأكثر فحصول المآب لقوله تعالى - وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون - ومن رأى أنه يعد عددا كثيرا بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى - فأصبح يقلب كفيه - وقال بعض المعبرين من رأى أنه يعد عددا أو يعدله فإن كان ممن يقتضى منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة ومن عد أربعين فيكون أمير أربعين وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما وأما إن كان ممن يقتضى مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لان العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية وأما إن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة وأما التمرجح فمن رأى أنه في مرجوحة فإنه يلعب بدينه وربما دلت المرجوحة على الرجحان وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى:
(٢٢٣)