في المعنى عجبت لمن يعلو على الأرض أنملة كيف لا يعلو ذراعا خصوصا إن كان على ما يحسن القعود على مثله في اليقظة ومن رأى أنه قعد على الأرض فإنه ثبات في أمره وأما الهدية. قال الكرماني: من رأى أنه يهدى هدية لاحد وكان نوعها محبوبا فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده وإن كان نوع ذلك مكروها فإنه ينال كل منهم من الاخر ما يكرهه وقيل من رأى أنه أهدى إليه هدية فإنه يتزوج امرأة طيبة ومن رأى أنه أهدى إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود وإن كان من شاب أو شابة فبخلافه وقال بعضهم من رأى أنه أهدى لاحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله وربما كان يرجو منه شيئا وأما الهبة فقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه وهب لاحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدوا وأما اللحاحة فإنها غير محمودة وقيل إنها فرار فمن رأى كأنه يلح في أمر فإنه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو رياسة أو تجارة أو صناعة أو خصومة وأما المصالحة فإنها محمودة وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يدعو غريمه إلى مصالحة من غير قضاء دين فإنه يدعو ضالا إلى الهدى ومصالحة الغريم على شرط المال نيل خير لقوله تعالى - والصلح خير - وأما الاختبار فإنه أمر يطلب قاصده كشفه فمن رأى أنه يختبر أحدا فإنه يقصد أن يفهم ما هو عليه فتعبيره في ذلك ما يظهر منه خيرا أو شرا وأما الاستشارة فإنها أمانة قال بعض المعبرين ومن رأى أنه يستشير أحدا فإنه يأتمنه على أمانة لقوله عليه السلام " المستشار مؤتمن "
(٢١٤)