وارتكب الألباني محاولة مفضوحة للهروب من هذا الإشكال فوجد رواية ضعيفة عن ابن مسعود أعرض عنها المسلمون تقول أن بعض المصلين قال: (السلام على النبي ورحمة الله وبركاته) فتشبث بها وحاول أن يغير صيغة السلام في صلاة المسلمين، من الخطاب إلى الغيبة!
وقد رد عليه الحافظ الصديق المغربي في رسالته (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع ص 13) وكذا في رسالته (إرغام المبتدع الغبي في جواز التوسل بالنبي) فقال في الأخيرة ص 19: (تواتر عن النبي (ص) تعليم التشهد في الصلاة، وفيه السلام عليه بالخطاب ونداؤه (السلام عليك أيها النبي) وبهذه الصيغة علمه على المنبر النبوي أبو بكر وعمر وابن الزبير ومعاوية، واستقر عليه الإجماع كما يقول ابن حزم وابن تيمية!
والألباني لابتداعه خالف هذا كله وتمسك بقول ابن مسعود (فلما مات قلنا السلام على النبي)، ومخالفة التواتر والإجماع هي عين الابتداع). انتهى.
ولا ينفع الألباني وغيره من علمائهم أن يغيروا صيغة السلام على النبي صلى الله عليه وآله في الصلاة، لأن إمامهم ابن تيمية وابن عبد الوهاب كانا يقولان في صلاتهما: (السلام عليك أيها النبي) فيخاطبونه وهو ميت وهو نوع من التوسل وهو عندهما شرك أكبر! فإن أرادوا أن يخلصوا أنفسهم من (الشرك) فقد وقع فيه أئمتهم!
ومنها: ما رواه الحافظ الممدوح في رفع المنارة ص 62، قال: (قد صح أن النبي (ص) قال: الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون. أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء ص 15، وأبو يعلى في مسنده: 6 / 147، وأبو نعيم في أخبار أصبهان: 2 / 44، وابن عدي في الكامل: 2 / 739. وقال الهيثمي في المجمع: 8 / 211: ورجال أبى يعلى ثقات. اه، والحديث له طرق.