وروى أحمد: 1 / 23: حديثا نبويا عن عمر أنه سمع رسول الله (ص) يقول: سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها أولا يعبر بها إلا قليل، ثم تمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبدا)! (وقال عنه في مجمع الزوائد: 3 / 298: رواه أحمد وأبو يعلي وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح).
أما البخاري فقد عقد بابا في: 2 / 159، بعنوان: (باب هدم الكعبة!) وروى فيه حديث أحمد المتقدم لكن عن أبي هريرة مختصرا قال: (عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة)! (ورواه مسلم: 8 / 183) ثم روى البخاري حديثين آخرين، أحدهما عن ابن عباس عن النبي (ص) قال: كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا!!
وحديثا عن عائشة عن النبي (ص) قال: يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم!
وحديث (جيش الخسف) الذي رواه البخاري هنا وبتره، معروف مشهور، لا علاقة له بهدم الكعبة، وقد رواه كبار أئمتهم عن كبار الصحابة، من علامات المهدي عليه السلام وأنه يعوذ بالبيت فيقصده جيش السفياني فيخسف الله بهم في بيداء المدينة! ولو أردنا أن نستعرض مصادره وطرقه وتصحيحات العلماء له لبلغ ذلك رسالة مستقلة بأكثر من مئة صفحة! وقد استقصيناه بشكل متوسط في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: 1 / 442.
ومن رواياته الصحيحة عندهم كما في أحمد: 6 / 316، وأبي داود: 4 / 107، وابن أبي شيبة: 15 / 45, وعبد الرزاق: 11 / 371، وغيرهم: (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، فيبعث إليه جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم،