ولو أشاء أن أسميه إلى أقصى حد هو له، لفعلت).!!
والذي يخص بحثنا هنا أن ابن حجر نسي أن أحاديث هدم الكعبة عندهم تنص على أنها لا تبنى بعده، فكيف يحج إليها بعد ذلك؟! ففي صحيح أحمد أو موثقه المتقدم: (ثم تأتي الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا)!! بل رواه الحاكم: 4 / 452 وصححه على شرط الشيخين وفيه: (ثم يجئ الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده)! فلا بد لمن ثبت عنده أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج أن يكذب أحاديث هدمه، وهذا هو الصحيح. أو يتمحل ويقول كما قال أبو يعلى في مسنده: 2 / 278، بأن البيت يكون خربانا ويحج مكانه!!
وأخيرا نلاحظ أنه يوجد حديث نبوي آخر يأمر بترك حرب الحبشة، وأن الذي يستخرج كنز الكعبة رجل من الحبشة، لكن ليس فيه ذم للأفارقة ولا أن أحدا منهم أو من غيرهم يهدم الكعبة، وقد رواه أحمد وعدد من مصادرهم، كما رواه قرب الإسناد من مصادرنا، لكن البخاري ومسلم تركاه ورويا حديث هدم الكعبة!
قال الحاكم في المستدرك: 4 / 453: (عن عبد الله بن عمرو أن النبي (ص) قال: اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة. ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد اتفقا جميعا على إخراج حديث سفيان عن وثاب بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة). (راجع: مسند أحمد: 5 / 371، وأبو داود: 2 / 316، والنسائي: 5 / 216، و قرب الإسناد للحميري القمي ص 82 وبحار الأنوار: 18 / 145)