وهذا تصرف غريب من عمر، لأن سهيل بن عمر رسول قريش المفاوض، وقتله أو التمثيل به مخالف لكل الأعراف والأديان!
* * وقد أظهر عمر ندمه بقوله: ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام! لأن سهيل بن عمرو صار رئيس قريش بعد فتح مكة، وصار صديقا حميما لعمر، وكان له الدور الأكبر في إنجاح السقيفة!
ولهذا وضعوا على لسان النبي صلى الله عليه وآله كما في سيرة ابن هشام: 2 / 476، وتاريخ الطبري: 2 / 162:، ما عبر عنه ابن إسحاق بأنه بلغه! قال: (قال ابن إسحاق: وقد بلغني (؟) أن رسول الله (ص) قال لعمر في هذا الحديث: إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه). انتهى.
والمقصود بالمقام تأييد سهيل في مكة لبيعة السقيفة كما روى الحاكم والبيهقي في الدلائل: (قال عمر: دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا. فقال: دعها فلعلها أن تسرك يوما، فلما مات النبي (ص) نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات والله حي لا يموت). (الدر المنثور: 2 / 81).
فقد طمأن سهيل القرشيين بأن مرحلة عباد محمد قد انتهت، وأن قريشا هي التي تحكم من الآن وصاعدا، وتعبد الله ولا تعبد محمدا!
ولابد أنه كان اتفق مع أبي بكر وعمر على مضمونها، فجاءت نسخة من خطبة أبي بكر في المدينة!!