لكنه رواه في مناسبة أخرى (: 4 / 70) زعم فيها أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ سورة الفتح على عمر خاصة فقال: (فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله (ص) على عمر إلى آخرها فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: نعم). انتهى.
بينما روى السيوطي في الدر المنثور: 6 / 79: (أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سهل بن حنيف... فنزلت سورة الفتح فأرسل رسول الله (ص) إلى عمر فأقرأه إياها قال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال نعم).
3 - يريد عمر وأتباعه كالبخاري أن يقولوا: إن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي صالح عمر وكلمه بعد أن غاضبه! لكن الصحيح المعقول ما رواه في سبل الهدى والرشاد: 5 / 59: (وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد، وابن سعد، وأبو داود، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن مجمع بن جارية الأنصاري قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله (ص) فلما انصرفنا عنها إلى كراع الغميم إذ الناس يوجفون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله (ص) فخرجنا مع الناس نوجف، فإذا رسول الله (ص) على راحلته عند كراع الغميم فاجتمع الناس إليه فقرأ عليهم: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، فقال رجل من أصحاب النبي (ص): أو هو فتح؟ فقال: إي والذي نفسي بيده إنه فتح)!!. انتهى.
فكيف يجمعون بين هذه الرواية، ورواية أن النبي صلى الله عليه وآله أرسل على عمر وقرأها عليه؟! هل بعد تلاوتها على المسلمين، أم قبلها؟ وهل تخصيص النبي صلى الله عليه وآله لعمر بتلاوتها عليه لو صح، فضيلة، أم هو إقامة حجة عليه، لأنه ما زال متغيظا معترضا غير مقتنع بالصلح، وما زال النبي صلى الله عليه وآله مغاضبا له؟