ويقول إن سبب حديث الناس بأن ابن عمر أسلم قبل أبيه، أن ابنه بايع بيعة الشجرة قبله، لأنها كانت بمثابة تجديد إسلام المسلمين، خاصة من استثقل منهم الأمر النبوي بالإحلال من الإحرام ونحر الأضحية بدون دخول مكة، وبالأخص الذين شكوا في نبوة النبي صلى الله عليه وآله كعمر!
ولو صح كلام البخاري لكان معناه أن عمر اعتذر للنبي صلى الله عليه وآله وزال تغيظه وجدد إسلامه وبايعه تحت الشجرة، وأن النبي صلى الله عليه وآله قبل منه ذلك واستغفر له ولم يبق في قلبه شئ عليه بعد بيعة الشجرة!
لكن بيعة الشجرة نزل بها الوحي عندما أرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى مشركي مكة طالبا الصلح، وقبل مجئ سهيل بن عمر وإبرام الصلح معه، وقد نص على ذلك المحدثون منهم الصالحي في سبل الهدى والرشاد: 5 / 48.
فكيف يكون تغيظه زال وجدد إسلامه بالبيعة، ثم قام بما يرويه نفسه من محاولاته لتخريب الصلح بعد مجئ سهيل وعند إبرامه وبعد إبرامه! وأنه قام بتحريك أبي جندل بن سهيل عمرو لقتل أبيه!
ففي أحمد: 4 / 330 ودلائل النبوة: 5 / 331: (فرفع رسول الله (ص) صوته وقال: يا أبا جندل إصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا مع القوم صلحا وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهدا، وإنا لا نغدر. ومشى عمر بن الخطاب إلى جنب أبي جندل وقال له: إصبر واحتسب فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب، وجعل عمر يدني قائم السيف منه! قال عمر: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، قال فضن الرجل بأبيه)!
فهل هذا حال من أطاع نبيه وجدد إسلامه ورضي بحكم ربه؟!