فالقرآن الفعلي يختلف عما ثبت في كل هذه النسخ، ولا ينطبق إلا على نسخة علي بن أبي طالب عليه السلام، وما روي عنه عليه السلام من قراءات، وقد تقدم من سير الذهبي (2 / 426) أن عاصما روى عن أستاذه أنه قال: (لم أخالف عليا في شئ من قراءته، وكنت أجمع حروف علي).
وعليه، لابد من حمل ما ورد في رسالة عثمان إلى الأمصار من نسبة النسخة إلى عائشة، أنه قول سياسي لغرض من الأغراض.
* * ملاحظة:
إن استنادنا بأن مصحف عثمان كتب عن نسخة مصحف علي عليه السلام، إنما يدل على أن النسخته الأصلية التي كتبوا عنها هي مصحف علي عليه السلام، ولا يدل على أنهم كتبوه عنها حرفيا ولم يتصرفوا في مكان بعض آياتها وترتيبها، فقد شهدوا بأنهم وضعوا بعض الآيات في مكانها الفعلي حسب اجتهادهم!
وسيأتي ذلك في المسألة 79، عن زيد بن ثابت وغيره!
* *