وعندما توفي أبو طالب حامي النبي صلى الله عليه وآله وكثفت بطون قريش عملها لقتل محمد، فاجأهم بأنه وجد أنصارا في يثرب وهاجر إليهم، وسرعان ما شكل دولة تجثم في طريق قوافلهم التجارية.
وبدؤوا حروبهم في بدر، واستمرت معاركهم مع محمد ثماني سنين لكنهم فشلوا في كسب نتيجة تنفس شيئا من عقدهم!
وإذا بمحمد يفاجؤهم في مكة بعشرة آلاف من جنود الله، ويجبرهم على خلع سلاحهم ورفع أيديهم والتسليم، وإعلان الإسلام والطاعة لمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته!
هذا كله في جانب، وفي جانب آخر القرآن الذي كان يتنزل على محمد بذمهم ولعنهم ووعيدهم، فيسري في العرب أبلغ من قصائد امرئ القيس!
لقد وصفهم في سوره الأولى بأنهم فراعنة، ووعدهم بالأخذ الوبيل، فقال للنبي صلى الله عليه وآله: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا. وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا. إن لدينا أنكالا وجحيما. وطعاما ذا غصة وعذابا أليما. يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا. إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا). (المزمل: 10 - 16) نعم، لقد أجبر محمد زعماء بطون قريش وجنودهم على خلع سلاحهم والتسليم! لكنه لم يعلن اتخاذهم عبيدا أرقاء، ولم يسب نساءهم ويوزعها على المسلمين، بل قال لهم: إذهبوا فأنتم فعلا طلقاء!
ثم فتح الباب أمامهم أن يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم! ودعاهم بعد فتح بلدهم مباشرة لأن يخرجوا معه ويقاتلوا هوازن أي تحالف قبائل نجد الذين تجمعوا في حنين! فخرجوا معه بألفين من جنودهم إلى حنين،