النار) كان عذابهم سرمدا دائما، وكانت ذنوبهم كفرا، لا تلحقهم شفاعة نبي ولا وصي، ولا خير من خيار شيعتهم).
وقال الطوسي في تفسير التبيان: 2 / 524: (الخلود في اللغة هو طول المكث، ولذلك يقال: خلده في السجن وخلد الكتاب في الديوان. وقيل للأثافي: خوالد ما دامت في موضعها، فإذا زالت لا تسمى خوالد. والفرق بين الخلود والدوام: أن الخلود يقتضي (في) كقولك خلد في الحبس، ولا يقتضي ذلك الدوام، ولذلك جاز وصفه تعالى بالدوام دون الخلود.
إلا أن خلود الكفار المراد به التأبيد بلا خلاف بين الأمة... ومعنى خلودهم فيها استحقاقهم لها دائما مع ما توجبه من أليم العقاب، فأما من ليس بكافر من فساق أهل الصلاة، فلا يتوجه إليه الوعيد بالخلود).
عقيدة السنيين روت مصادر السنيين تشويشات من تأثير رأي عمر، لكنها روت ما يوافق القرآن شبيها بما في مصادرنا كما في البخاري: 7 / 203، من حديث طويل: (عن أنس قال قال رسول الله (ص): يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا... فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم أشفع فيحد لي حدا، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن. وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود).
وقد فسرت مصادرهم عبارة (إلا من حبسه القرآن) بالتأبيد، كما في البخاري: 8 / 183 و: 5 / 147: (إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود... إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى: خالدين فيها).