وفي هذه العقيدة الأساسية تدخل عمر بن الخطاب أيضا، فقال إن أهل النار ليسوا مخلدين فيها، فالنار تفنى وينقل أهلها إلى الجنة!!
وقد وافقه على ذلك ابن تيمية! وعلله تلميذه ابن القيم بأن النار كالسجن لابد أن تخرب بمرور الوقت، فلا يبقى لأهلها مكان إلا الجنة!
قال السيوطي في الدر المنثور: 3 / 350: (وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر قال: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه. انتهى!!
وعالج: صحراء رملية ذارية بين نجد والبحرين.
وقد تحمس لرأي عمر ابن قيم الجوزية في رسالته حادي الأرواح، ومن المتأخرين محمد رشيد رضا في تفسير المنار: 8 / 68، حيث أورد في كتابه رسالة ابن قيم كلها، وهي نحو خمسين صفحة، ومدح ابن القيم وغلا فيه لأنه مفكر إسلامي نابغة استطاع أن يحل المشكلة ويثبت رأي الخليفة بخمسة وعشرين دليلا، رصف كلامها رصف الخطيب المكثر!
وتدور رسالة ابن قيم المدرسة الجوزية على محور واحد هو أن النار تفنى كما يخرب السجن، فلا يبقى محل لأهلها إلا أن ينقلوا إلى الجنة!!
لكن الشوكاني تشجع وألف رسالة في الرد على عمر وابن تيمية، قال في مقدمة فتح القدير: 1 / 9: (للشوكاني مؤلفات، منها كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.... وكشف الأستار في إبطال القول بفناء النار). انتهى.
* * وقد أخذ عمر عقيدته هذه من اليهود ولم يأخذ بتكذيب القرآن لهم، ففي سيرة ابن هشام: 2 / 380: (قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة