زيادة على ثلاثيه في معناه.
ثانيهما: أن الهمزة في أنسخ هي همزة الصيرورة والجعل، وليست هي همزة التعدية، لأن الثلاثي - وهو نسخ - متعد بنفسه فلا يحتاج في التعدية إلى واسطة، فمعنى أنسخه - على هذا - جعله ذا نسخ، كما يقال: أقبره جعله ذا قبر، كما قال تعالى: * (ثم أماته فأقبره) * (1) ثم إنه قرأ ابن كثير وأبو عمرو: ننسأها بفتح النون والهمزة، وهو مجزوم بالشرط، ولا تترك الهمزة في مثل هذا، لأن سكونها علامة الجزم، وهو من النسئ، وهو التأخير، ومنه قوله تعالى: * (إنما النسئ زيادة في الكفر) * (2) ومنه سمي بيع الأجل نسيئة، وقال أهل اللغة: أنسأ الله أجله، ونسأ في أجله، يعني أخر وزاد.
ومنه قوله (صلى الله عليه وآله): " من سره النسئ في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه " (3) ومنه قول العرب: أنسأت الإبل عن الحوض أنسأها إذا أخرتها، وقرأ الباقون بضم النون وكسر السين، وهو النسيان، ثم إن الأكثر حملوه على النسيان الذي هو ضد الذكر، ومنهم من حمل النسيان على الترك، على حد قوله تعالى: * (فنسي ولم نجد له عزما) * (4) بمعنى فترك، وقوله تعالى: * (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) * (5) يعني نتركهم، هذه بعض قراءات الآية، وقرأ آخرون: ما ننسك من آية أو ننسخها، وقرأ آخرون: ما ننسخ من آية أو ننسكها.