خالي لأنت ومن جرير خاله * ينل العلى ويكرم الأخوالا وقول الآخر: (1) أم الحليس لعجوز شهربة * ترضى من اللحم بعظم الرقبة وثانيها: أنه لا يمكن حمل إن في الآية على معنى نعم الجوابية، إذ لا تصلح لأن تكون جوابا إلا إلى قوله تعالى حكاية عن قول موسى (عليه السلام): * (ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) * (2) أو إلى قوله تعالى: * (وأسروا النجوى الذين ظلموا) * (3) وكل من القولين محال.
ثانيها: ما قاله المتقدمون من النحويين من أن التقدير: إنه هذان لساحران، فحذف ضمير القصة المعبر عنه بضمير الشأن، وهو اسم إن وما بعده يكون مبتدأ وخبر، وهذا الوجه كسابقه في الشذوذ الذي عرفته من دخول اللام في خبر المبتدأ، وهو غير فصيح، ويزيد عليه تحمل التقدير لضمير الشأن، والأصل خلافه.
ثالثها: - وهو أجود ما قيل -: أن تكون الآية الكريمة نزلت على لغة بني الحارث بن كعب، وهم قوم يجعلون المثنى بالألف دائما وفي جميع الأحوال، ومن ذلك يصف قول شعرائهم: (4)