وأخرج الحاكم (1) وابن جرير وصححه أيضا، أن عمر قال لما نزلت: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: اكتبها لي، وفي نسخة كنز العمال: اكتبنيها، فكأنه كره ذلك.
وقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم.
فالمحدثون يروون أن عمر يذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كره أن تكتب آية منزلة، وعمر يذكر وجوه الخلل فيها، فيا للعجب منهم!
وفي الإتقان: أخرج النسائي: أن مروان قال لزيد بن ثابت: ألا تكتبها في المصحف؟ قال: ألا ترى الشابين الشيبين يرجمان؟ وقد ذكرنا ذلك لعمر، فقال: أنا أكفيكم، فقال: يا رسول الله، اكتب لي آية الرجم، فقال: " لا تستطيع " (2). انتهى.
فزيد بن ثابت يعترض عليها، ولما رأوا التدافع بين قول عمر: اكتبها لي، وبين قول النبي (صلى الله عليه وآله): لا تستطيع، قالوا: أراد عمر بقوله ذلك: ائذن لي في كتابتها، وكأنهم لا يعلمون أن عمر عربي لا يعبر عن قوله: ائذن لي في كتابتها: اكتبها لي، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يذكروا وجها مقبولا لقوله (صلى الله عليه وآله): لا تستطيع.
وفي رواية كنز العمال (3): عن ابن الضريس، عن عمر، قال: قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، اكتبها. قال: لا أستطيع.
وأخرج ابن الضريس: عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: لا تشكوا في الرجم، فإنه حق، ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: