العقلاء كافة على ذلك، خلافا للكرامية (1)، حيث قالوا: إنه تعالى في جهة فوق. ولم يعلموا أن الضرورة قضت بأن كل ما هو في جهة، فإما أن يكون لابثا فيها، أو متحركا عنها، فهو إذن لا ينفك عن الحوادث، وكل ما لا ينفك عن الحوادث، فهو حادث على ما تقدم.
إنه تعالى لا يتحد بغيره المبحث الخامس: في أنه تعالى لا يتحد بغيره.
الضرورة قاضية ببطلان الاتحاد، فإنه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئا واحدا.
وخالف في ذلك جماعة من الصوفية من الجمهور، فحكموا بأنه تعالى يتحد مع أبدان العارفين، حتى أن بعضهم قال: إنه تعالى نفس الوجود، وكل موجود هو الله تعالى!.
وهذا عين الكفر والالحاد.
والحمد لله الذي فضلنا باتباع أهل البيت دون أهل الأهواء (2) الباطلة.