فاتبعوه وصدقوه، فإنما هو ملك، وإن هو حكم فيهما بالرجم. فاحذروا على ما في أيديكم ان يسلبكموه.
إلى أن تقول الرواية: إنه طلب من اليهود أن يخرجوا إليه أعلمهم، فأخرجوا له ابن صوريا الأعور.
وقد روى بعض بني قريظة: أنهم اخرجوا إليه مع ابن صوريا، أبا ياسر بن أخطب، ووهب بن يهوذا فقالوا: هؤلاء علماؤنا.
إلى أن تقول الرواية: قالوا لابن صوريا: هذا أعلم من بقي بالتوراة، فخلى به رسول الله (ص) وكان غلاما شابا، ومن أحدثهم سنا فألظ به المسألة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ثم تذكر الرواية: مناشدة النبي (صلى الله عليه وآله) له، واعترافه بأن التوراة جاءت بالرجم، فخرج (ص) وأمر بهما، فرجما عند باب مسجده في بني غنم بن مالك بن النجار، ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا، فأنزل الله: * (يا أيها الرسول، لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر...) * إلى قوله: * (سماعون لقوم آخرين، لم يأتوك) * يعني الذين لم يأتوه وبعثوا وتخلفوا أو أمروهم بما أمروهم به من تحريف الكلم عن مواضعه، قال:
* (يحرفون الكلم من بعد مواضعه، يقولون: إن أوتيتم هذا فخذوه (للتجبيه) وإن لم تؤتوه (أي الرجم) فاحذروا..) * (1).
هذا. وقد صحح القرطبي نزول الآيات بهذه المناسبة (2) وهو ما