عند الله، وإنما نصرهم الله في بدر ليقطع طرفا من الذين كفروا ويقلل عدتهم وقوتهم بالقتل والأسر، أو يكبتهم أي يذلهم على حنق وغيظ، ثم جاءت جملة معترضة تفيد: أن هذا القطع والكبت لهم، ليس من صنع النبي (صلى الله عليه وآله)، ليكون هو الممدوح والملوم في صورة النصر، وعدمه وإنما هو قرار إلهي.
ثم جاءت جملة أخرى معطوفة على (ليقطع) وهي قوله: أو يتوب عليهم، أو يعذبهم، والضمير فيها يرجع إلى الذين كفروا في الآية السابقة، أي ليس لك يا محمد في أمر التوبة عليهم أو عذابهم، شئ، بل الامر لله، لأنه هو المالك لكل شئ، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
ولو كان الكلام منفصلا عما قبله، لم يعرف مرجع الضمير في (عليهم ويعذبهم).
ولو صح: أن أهل بئر معونة قد أتوه تائبين، فتاب الله عليهم، لم يكن معنى لقوله أو يعذبهم، إلا إذا كان قد ورد على سبيل الترديد في المطلق، أي على نحو القضية الحقيقية لا الخارجية.
وثالثا: قد تقدم: أنه قيل له (صلى الله عليه وآله): ادع على المشركين، فقال إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة (1).
وقال لامرأة لعنت ناقتها، ولرجل لعن ناقته: لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة.
هذا كله عدا عما روي عنه (صلى الله عليه وآله) من أنه (صلى الله