فإنهم ظالمون، ثم علمه هذا القنوت: اللهم (ثم ذكر ما يعرف بسورتي الخلع والحقد) فراجع (1).
ونقول:
1 - لقد تحدثنا في كتابنا حقائق هامة حول القرآن عن عدم صحة هاتين السورتين المزعومتين، واحتملنا أن تكونا من إنشاءات الخليفة الثاني، وقد أحب بعض محبيه إثباتها في القرآن، فلم يوفقوا.
2 - إن هذه الرواية صريحة في أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد وقع في مخالفة صريحة، وفعل خلاف ما تفرضه عليه مهمته، وما لا ينسجم مع موقعه وشخصيته.
3 - إن هذا القنوت الذي علمه إياه جبرئيل ليس فيه تلك البلاغة الظاهرة، ولا أي من المعاني الخفية أو المتميزة، هذا إلى جانب أنه لا ينسجم مع ضوابط اللغة، واستعمالاتها، فليراجع في مصادره.
4 - لماذا جاءه جبرئيل وهو يدعو على مضر فقط، ولم يأته، وهو يدعو على رعل وذكوان وعصية، حتى بقي شهرا أو أكثر يدعو عليهم، أو حين لعن أبا سفيان، والحرث بن هشام وغيرهما؟! أو في غير ذلك من المناسبات. ثم ألم يلعن الحكم بن أبي العاص، وغيره بعد ذلك؟!
5 - إن لعنه لمضر، الموجب لتدخل جبرئيل قد كان بعد نزول سورة النجم التي صرحت بأنه (صلى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
6 - وهل لعنه (صلى الله عليه وآله) للمشركين الذين يحاربون الله ورسوله، يجعله سبابا، ولعانا، ألم يعلنهم الله سبحانه، ولعن غيرهم في