ومنها أن بلاد أردبيل أصابها ريح شديدة من بعد العصر إلى ثلث الليل ثم زلزلوا زلزالا شديدا، واستمر ذلك عليهم أياما فتهدمت الدور والمساكن، وخسف بآخرين منهم، وكان جملة من مات تحت الهدم مائة ألف وخمسين ألفا، فإنا لله وإنا إليه راجعون (1). وفيها اقترب القرامطة من البصرة فخاف أهلها منهم خوفا شديدا، وهموا بالرحيل منها فمنعهم نائبها. وفيها توفي من الأعيان:
بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي ولد سنة تسعين ومائة، وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا (2)، وسمع الكثير من هودة بن خليفة والحسن بن موسى الأشيب وأبي نعيم وعلي بن الجعد والأصمعي وغيرهم، وعنه ابن المنادي وابن مخلد وابن صاعد والنجاد وأبو عمرو الزاهد والخلدي والسلمي وأبو بكر الشافعي وابن الصواف وغيرهم. وكان ثقة أمينا حافظا، وكان من البيوتات وكان الإمام أحمد يكرمه. ومن شعره:
ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف * وينكر منه كل ما كان يعرف ويمشي رويدا كالأسير مقيدا * يداني خطاه في الحديد ويرسف ثابت بن قرة بن هارون - ويقال ابن زهرون - بن ثابت بن كدام بن إبراهيم الصائبي الفيلسوف الحراني صاحب التصانيف، من جملتها أنه حرر كتاب إقليدس الذي عربه حنين بن إسحاق العبادي. وكان أصله صوفيا فترك ذلك واشتغل بعلم الأوائل، فنال منه رتبة سامية عند أهله، ثم صار إلى بغداد فعظم شأنه بها، وكان يدخل مع المنجمين على الخليفة وهو باق على دين الصابئة، وحفيده ثابت بن سنان له تاريخ أجاد فيه وأحسن، وكان بليغا ماهرا حاذقا بالغا. وعمه إبراهيم بن ثابت بن قرة كان طبيبا عارفا أيضا. وقد سردهم كلهم في هذه الترجمة القاضي ابن خلكان.
الحسن بن عمرو بن الجهم أبو الحسن الشيعي - من شيعة المنصور لا من الروافض - حدث عن علي بن المديني، وحكى عن بشر الحافي. وعنه أبو عمرو بن السماك. عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد، كان حظيا عنده، وقد عز عليه موته وتألم لفقده وأهمه من يجعله في مكانه بعده، فعقد لولده القاسم بن عبيد الله على الوزارة من بعد أبيه جبرا لمصابه به (3). وأبو القامس عثمان بن .