وفيها توفي...
أبو يعقوب يوسف ابن الحسين (1) الجنابي، صاحب هجر ومقدم القرامطة، وقام بالامر من عبده ستة من قومه وكانوا يسمون بالسادة، وقد اتفقوا على تدبير الامر من بعده ولم يختلفوا فمشى حالهم. وفيها كانت وفاة:
الحسين (2) بن أحمد ابن أبي سعيد الجنابي أبو محمد القرمطي. قال ابن عساكر: واسم أبي سعيد الحسين بن بهرام، ويقال ابن أحمد، يقال أصلهم من الفرس، وقد تغلب هذا على الشام في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ثم عاد إلى الأحساء بعد سنة ثم عاد إلى دمشق في سنة ستين، وكسر جيش جعفر بن فلاح، أول من ناب بالشام عن المعز الفاطمي وقتله، ثم توجه إلى مصر فحاصرها في مستهل ربيع الأول من سنة إحدى وستين، واستمر محاصرها شهورا، وقد كان استخلف على دمشق ظالم بن موهب ثم عاد إلى الأحساء ثم رجع إلى الرملة فتوفي بها في هذه السنة، وقد جاوز التسعين، وهو يظهر طاعة عبد الكريم الطائع لله العباسي، وقد أورد له ابن عساكر أشعارا رائقة، من ذلك ما كتب به إلى جعفر بن فلاح قبل وقوع الحرب بينهما وهي من أفحل الشعر:
الكتب معذرة والرسل مخبرة * والحق متبع والخير محمود والحرب ساكنة والخيل صافنة * والسلم مبتذل والضل ممدود فإن أنبتم فمقبول إنابتكم * وإن أبيتم فهذا الكور مشدود على ظهور المنايا (3) أو يردن بنا * دمشق والباب مسدود ومردود إني امرؤ ليس من شأني ولا أربي * طبل يرن ولا ناي ولا عود ولا اعتكاف على خمر ومخمرة * وذات دل لها غنج (4) وتفنيد ولا أبيت بطين البطن من شبع * ولي رفيق خميص البطن مجهود .