دينار. وفي يوم الخميس منها لعشر بقين من ربيع الآخر ولى المقتدر منصب القضاء أبا الحسين عمر بن الحسين بن علي الشيباني المعروف بابن الأشناني - وكان من حفاظ الحديث وفقهاء الناس - ولكنه عزل بعد ثلاثة أيام، وكان قبل ذلك محتسبا ببغداد. وفيها عزل محمد بن عبد الصمد عن شرطة بغداد ووليها نازوك وخلع عليه. وفيها في جمادى الآخرة فيها ظهر كوكب له ذنب طوله ذراعان في برج السنبلة. وفي شعبان منها وصلت هدايا نائب مصر وهو الحسين بن المادراني، وفي جملتها بغلة معها فلوها، وغلام يصل لسانه إلى طرف أنفه. وفيها قرئت الكتب على المنابر بما كان من الفتوح على المسلمين ببلاد الروم. وفيها ورد الخبر بأنه انشق بأرض واسط في الأرض في سبعة عشر موضعا أكبرها طوله ألف ذراع، وأقلها مائتان ذراع، وأنه غرق من أمهات القرى ألف وثلاثمائة قرية. وحج بالناس إسحاق بن عبد الملك الهاشمي.
وممن توفي فيها من الأعيان..
أبو بشر الدولابي محمد بن أحمد بن حماد أبو سعيد أبو بشر الدولابي (1)، مولى الأنصار، ويعرف بالوراق، أحد الأئمة من حفاظ الحديث، وله تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك، وروى جماعة كثيرة. قال ابن يونس: كان يصعق، توفي وهو قاصد الحج بين مكة والمدينة بالعرج (2) في ذي القعدة. وفيها توفي:
أبو جعفر بن جرير الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن كثير (3) بن غالب الإمام أبو جعفر الطبري، وكان مولده في سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان أسمر أعين مليح الوجه مديد القامة فصيح اللسان، روى الكثير عن الجم الغفير، ورحل إلى الآفاق في طلب الحديث، وصنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، وغيرهما من المصنفات النافعة في الأصول والفروع. ومن أحسن ذلك تهذيب الآثار ولو كمل لما احتيج معه إلى شئ، ولكان فيه الكفاية لكنه لم يتمه. وقد روي عنه أنه مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة. قال الخطيب البغدادي: استوطن ابن جرير بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وكان من أكابر أئمة العلماء، ويحكم بقوله ويرجع إلى معرفته وفضله، وكان .