فأصلحا أمرها واستعملا على نيابتها طفح بن خف (1) ورجعا إلى الديار المصرية والأمور مختلفة جدا.
وفيها توفي من الأعيان:
أحمد بن المبارك: أبو عمرو المستملي الزاهد النيسابوري يلقب بحكمويه العابد، سمع قتيبة وأحمد وإسحاق وغيرهم، واستملي على المشايخ ستا وخمسين سنة، وكان فقيرا رث الهيئة زاهدا، دخل يوما على أبي عثمان سعيد بن إسماعيل وهو في مجلس التذكير، فبكى أبو عثمان وقال للناس: إنما أبكاني رثاثة ثياب رجل كبير من أهل العلم أنا أجله عن أن أسميه في هذا المجلس، فجعل الناس يلقون الخواتم والثياب والدراهم حتى اجتمع من ذلك شئ كثير بين يدي الشيخ أبي عثمان، فنهض عند ذلك أبو عمرو المستملي فقال: أيها الناس أنا الذي قصدني الشيخ بكلامه، ولولا أني كرهت أن يتهم بإثم لسترت ما ستره. فتعجب الشيخ من إخلاصه ثم أخذ أبو عمرو ذلك المجتمع من المال فما خرج من باب المسجد حتى تصدق بجميعه على الفقراء والمحاويج. كانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة.
إسحاق بن الحسن ابن ميمون بن سعد أبو يعقوب الحربي، سمع عفان وأبا نعيم وغيرهما. وكان أسن من إبراهيم الحربي بثلاث سنين، ولما توفي إسحاق نودي له بالبلد فقصد الناس داره للصلاة عليه، واعتقد بعض العامة أنه إبراهيم الحربي فجعلوا يقصدون داره فيقول إبراهيم: ليس إلى هذا الموضع قصدكم، وعن قريب تأتونه، فما عمر بعده إلا دون السنة.
إسحاق بن محمد بن يعقوب الزهري عمر تسعين سنة وكان ثقة صالحا. إسحاق بن موسى بن عمران الفقيه أبو يعقوب الأسفراييني الشافعي (2). عبد الله بن علي بن الحسن بن إسماعيل أبو العباس الهاشمي، كانت إليه الحسبة ببغداد وإمامة جامع الرصافة. عبد العزيز بن معاوية العتابي من ولد عتاب بن أسيد بصري، قدم بغداد وحدث عن أزهر السمان وأبي عاصم النبيل. يزيد بن الهيثم بن طهمان أبو خالد الدقاق ويعرف بالباد (3). قال ابن الجوزي: والصواب أن يقال: البادي لأنه ولد توأما وكان هو الأول في الميلاد. روى عن يحيى بن معين وغيره وكان ثقة صالحا.
.