عن أبي عبيدة بن حربويه قال: رأيت سريا في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي ولكل من شهد جنازتي. قلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. قال: فأخرج درجا فنظر فيه فلم ير فيه اسمي، فقلت: بلى! قد حضرت فإذا اسمي في الحاشية. وحكى ابن خلكان قولا أن سريا توفي سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين فالله أعلم. قال ابن خلكان: وكان السري ينشد كثيرا:
ولما ادعيت الحب (1) قالت كذبتني * فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشى * وتذهل حتى لا تجيب المناديا (2) ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائتين فيها أمر الخليفة المعتز بقتل بغا الشرابي ونصب رأسه بسامرا ثم ببغداد وحرقت جثته وأخذت أمواله وحواصله. وفيها ولى الخليفة أحمد بن طولون الديار المصرية، وهو باني الجامع المشهور بها.
وحج بالناس فيها علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد. وتوفي فيها من الأعيان زياد بن أيوب الحسياني (3). وعلي بن محمد بن موسى الرضى، يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة ببغداد. وصلى عليه أبو أحمد المتوكل في الشارع المنسوب إلى أبي أحمد. ودفن بداره ببغداد. ومحمد بن عبد الله المخرمي (4). وموهل بن إهاب (5).
وأما أبو الحسن علي الهادي [فهو] ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحد الأئمة الاثني عشرية، وهو والد الحسن بن علي العسكري المنتظر عند الفرقة الضالة الجاهلة الكاذبة الخاطئة. وقد كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامرا فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر. ومات بها في هذه السنة. وقد ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل وهو على .