لست الملوم، أنا الملوم، لأنني * أنزلت آمالي بغير الخالق قال ابن خلكان: وهذان البيتان ليسا في ديوانه، وقد عزاهما الحافظ الكندي إليه بسند صحيح (1). ومن ذلك قوله:
إذا ما كنت في شرف مروم * فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير * كطعم الموت في أمر عظيم وله قوله:
وما أنا بالباغي على الحب رشوة * قبيح هوى يرجى عليه ثواب (2) إذا نلت منك الود فالكل هين (3) * وكل الذي فوق التراب تراب وقد تقدم أنه ولد بالكوفة سنة ست (4) وثلاثمائة، وأنه قتل في رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قال ابن خلكان: وقد فارق سيف الدولة بن حمدان سنة أربع وخمسين (5) لما كان من ابن خالويه إليه ما كان من ضربه إياه بمفتاح في وجهه فأدماه، فصار إلى مصر فامتدح كافور الاخشيد وأقام عنده أربع سنين، وكان المتنبي يركب في جماعة من مماليكه فتوهم منه كافور فجأة، فخاف المتنبي فهرب، فأرسل في طلبه فأعجزه، فقيل لكافور: ما هذا حتى تخافه؟ فقال: هذا رجل أراد أن يكون نبيا بعد محمد، أفلا يروم أن يكون ملكا بديار مصر؟ والملك أقل وأذل من النبوة. ثم صار المتنبي إلى عضد الدولة فامتدحه فأعطاه مالا كثيرا ثم رجع من عنده فعرض له فاتك بن أبي الجهل الأسدي فقتله وابنه محسن وغلامه مفلح يوم الأربعاء لست بقين من رمضان وقيل لليلتين، بسواد بغداد، وقد رثاه الشعراء، وقد شرح ديوانه العلماء بالشعر واللغة نحوا من ستين شرحا وجيزا وبسيطا. وممن توفي فيها من الأعيان أبو حاتم البستي صاحب الصحيح.
محمد بن حبان ابن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد أبو حاتم البستي صاحب الأنواع والتقاسيم، وأحد