ذات يوم ما أدرى ما تنتظرون وحتى متى أنتم مقيمون هذا الجور قد فشا وهذا العدل قد عفا ولا تزداد هذه الولاة على الناس إلا غلوا وعتوا وتباعدا عن الحق وجرأة على الرب فاستعدوا وابعثوا إلى إخوانكم الذين يريدون من إنكار الباطل والدعاء إلى الحق مثل الذي تريدون فيأتوكم فنلتقي وننظر فيما نحن صانعون وفى أي وقت إن خرجنا نحن خارجون قال فتراسل أصحاب صالح وتلاقوا في ذلك فبينا هم في ذلك إذ قدم عليهم المحلل بن وائل اليشكري بكتاب من شبيب إلى صالح بن مسرح أما بعد فقد علمت أنك كنت أردت الشخوص وقد كنت دعوتني إلى ذلك فاستجبت لك فإن كان ذلك اليوم من شأنك فأنت شيخ المسلمين ولن نعدل بك منا أحدا وإن أردت تأخير ذلك اليوم أعلمتني فإن الآجال غادية ورائحة ولا آمن أن تختر منى المنية ولما أجاهد الظالمين فياله غبنا ويا له فضلا متروكا جعلنا الله وإياك ممن يريد بعمله الله ورضوانه والنظر إلى وجهه ومرافقة الصالحين في دار السلام والسلام عليك قال فلما قدم على صالح المحلل بن وائل بذلك الكتاب من شبيب كتب إليه صالح أما بعد فقد كان كتابك وخبرك أبطأ عنى حتى أهمنى ذلك ثم إن أمراء من المسلمين نبأني بنبأ مخرجك ومقدمك فنحمد الله على قضاء ربنا وقد قدم على رسولك بكتابك فكل ما فيه قد فهمته ونحن في جهاز واستعداد للخروج ولم يمنعني من الخروج إلا انتظارك فأقبل إلينا ثم اخرج بنا متى ما أحببت فإنك ممن لا يستغنى عن رأيه ولا تقضى دونه الأمور والسلام عليك * فلما قدم على شبيب كتابه بعث إلى نفر من أصحابه فجمعهم إليه منهم أخوه مصاد بن يزيد بن نعيم والمحلل بن وائل اليشكري والصقر بن حاتم من بنى تيم بن شيبان وإبراهيم بن حجر أبو الصقير من بنى محلم والفضل بن عامر من بنى ذهل بن شيبان ثم خرج حتى قدم على صالح بن مسرح بدارا فلما لقيه قال اخرج بنا رحمك الله فوالله ما تزداد السنة إلا دروسا ولا يزداد المجرمون إلا طغيانا فبث صالح رسله في أصحابه وواعدهم الخروج في هلال صفر ليلة الأربعاء سنة 76 فاجتمع بعضهم إلى بعض وتهيأوا وتيسروا للخروج في تلك الليلة واجتمعوا
(٥٢)