فلمثل قتلك هد قومك كلهم * من كان يحمل عنهم الأثقالا من كان يكشف غرمهم وقتالهم * يوما إذا كان القتال نزالا أقسمت ما نيلت مقاتل نفسه * حتى تدرع من دم سر بالا وتناجز الابطال تحت لوائه * بالمشرفية في الأكف نصالا يوما طويلا ثم آخر ليلهم * حين استبانوا في السماء هلالا وتكشفت عنه الصفوف وخيله * فهناك نالته الرماح فمالا وقال سراقة بن مرادس البارقي أعيني جودا بالدموع السواكب * وكونا كواهي شنة مع راكب على الأزد لما أن أصيب سراتهم * فنوحا لعيش بعد ذلك خائب نرجى الخلود بعدهم وتعوقنا * عوائق موت أو قراع الكتائب وكنا بخير قبل قتل ابن مخنف * وكل امرئ يوما لبعض المذاهب أمار دموع الشيب من أهل مصره * وعجل في الشبان شيب الذوائب وقاتل حتى مات أكرم ميتة * وخر على خد كريم وحاجب وضارب عنه المارقين عصابة * من الأزد تمشى بالسيوف القواضب فلا ولدت أنثى ولا آب غائب * إلى أهله إن كان ليس بآيب فيا عيني ابكى مخنفا وابن مخنف * وفرسان قوى قصرة وأقاربي وقال سراقة أيضا يرثى عبد الرحمن بن مخنف:
ثوى سيد الأزدين أزد شنوءة * وأزد عمان رهن رمس بكازر وضارب حتى مات أكرم ميتة * بأبيض صاف كالعقيقة باتر وصرع حول التل تحت لوائه * كرام المساعى من كرام المعاشر قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف * وأدبر عنه كل ألوث داثر أمد فلم يمدد فراح مشمرا * إلى الله لم يذهب بأثواب غادر وأقام المهلب بسابور يقاتلهم نحوا من سنة (وفى هذه السنة) تحرك صالح بن