عليه فحبس أصحاب نيزك ودفع نيزك إلى ابن بسام الليثي وكتب إلى الحجاج يستأذنه في قتل نيزك فجعل ابن بسام نيزك في قبته وحفر حول القبة خندقا ووضع عليه حرسا ووجه قتيبة معاوية بن عامر بن علقمة العليمي فاستخرج ما كان في الكرز من متاع ومن كان فيه وقدم به على قتيبة فحبسهم ينتظر كتاب الحجاج فيما كتب إليه فأتاه كتاب الحجاج بعد أربعين يوما يأمره بقتل نيزك قال فدعا به فقال هل لك عندي عقد أو عند عبد الرحمن أو عند سليم قال لي عند سليم قال كذبت وقام فدخل ورد نيزك إلى حبسه فمكث ثلاثة أيام لا يظهر للناس قال فقال المهلب بن إياس العدوي وتكلم الناس في أمر نيزك فقال بعضهم ما يحل له أن يقتله وقال بعضهم ما يحل له تركه وكثرت الأقاويل فيه قال وخرج قتيبة اليوم الرابع فجلس وأذن للناس فقال ما ترون في قتل نيزك فاختلفوا فقال قائل اقتله وقال قائل أعطيته عهدا فلا تقتله وقال قائل ما نأمنه على المسلمين ودخل ضرار بن حصين الضبي فقال ما تقول يا ضرار قال أقول إني سمعتك تقول أعطيت الله عهدا إن أمكنك منه أن تقتله فإن لم تفعل لا ينصرنك الله عليه أبدا فأطرق قتيبة طويلا ثم قال والله لو لم يبق من أجلى إلا ثلاث كلمات لقلت اقتلوه اقتلوه اقتلوه وأرسل إلى نيزك فأمر بقتله وأصحابه فقتل مع سبعمائة وأما الباهليون فيقولون لم يؤمنه ولم يؤمنه سليم فلما أراد قتله دعا به ودعا بسيف حنفي فانتضاه وطول كميه ثم ضرب عنقه بيده وأمر عبد الرحمن فضرب عنق صول وأمر صالحا فقتل عثمان ويقال شقران ابن أخي نيزك وقال لبكر بن حبيب السهمي من باهلة هل بك قوة قال نعم وأريد وكانت في بكر أعرابية فقال دونك هؤلاء الدهاقين قال وكان إذا أتى برجل ضرب عنقه وقال أوردوا ولا تصدروا فكان من قتل يومئذ اثنا عشر ألفا في قول الباهليين وصلب نيزك وابنى أخيه في أصل عين تدعى وخش خاشان في اسكيمشت فقال المغيرة بن حبناء يذكر ذلك في كلمة له طويلة:
لعمري لنعمت غزوة الجند غزوة * قضت نحبها من نيزك وتعلت قال على أخبرنا مصعب بن حيان عن أبيه قال بعث قتيبة برأس نيزك مع محفن