فحطموهم حتى دخلوا في عسكر قتيبة وجازوه حتى ضرب النساء وجوه الخيل وبكين فكروا راجعين وانطوت مجنبتا المسلمين على الترك فقاتلوهم حتى ردوهم إلى مواقفهم فوقف الترك على نشز فقال قتيبة من يزيلهم لنا عن هذا الموضع فلم يقدم عليهم أحد والاحياء كلها وقوف فمشى قتيبة إلى بنى تميم فقال يا بنى تميم إنكم أنتم بمنزلة الحطمية فيوم كأيامكم أبى لكم الفداء قال فأخذ وكيع اللواء بيده وقال يا بنى تميم أتسلمونني اليوم قالوا لا يا أبا مطرف وهريم بن أبي طحمة المجاشعي على خيل بنى تميم ووكيع رأسهم والناس وقوف فأحجموا جميعا فقال وكيع يا هريم قدم ودفع إليه الراية وقال قدم خيلك فتقدم هريم ودب وكيع في الرجال فانتهى هريم إلى نهر بينه وبين العدو فوقف فقال له وكيع أقحم يا هريم قال فنظر هريم إلى وكيع نظر الجمل الصؤول وقال أنا أقحم خيلي هذا النهر فان انكشفت كان هلاكها والله إنك لأحمق قال يا ابن اللخناء ألا أراك ترد أمري وحذفه بعمود كان معه فضرب هريم فرسه فأقحمه وقال ما بعد هذا أشد من هذا وعبر هريم في الخيل وانتهى وكيع إلى النهر فدعا بخشب فقنطر النهر وقال لأصحابه من وطن منكم نفسه على الموت فليعبر ومن لا فليثبت مكانه فما عبر معه إلا ثمانمائة راجل فدب فيهم حتى إذا أعيوا أقعدهم فأراحوا حتى دنا من العدو فجعل الخيل مجنبتين وقال لهريم مطاعن القوم فاشغلهم عنا بالخيل وقال للناس شدوا فحملوا فما انثنوا حتى خالطوهم وحمل هريم خيله عليهم فطاعنوهم بالرماح فما كفوا عنهم حتى حدروهم عن موقفهم ونادى قتيبة أما ترون العدو منهزمين فما عبر أحد ذلك النهر حتى ولى العدو منهزمين فأتبعهم الناس ونادى قتيبة من جاء برأس فله مائة قال فزعم موسى بن المتوكل القريعي قال جاء يومئذ أحد عشر رجلا من بنى قريع كل رجل رجل يجئ برأس فيقال له من أنت فيقول قريعي قال فجاء رجل من الأزد برأس فألقاه فقالوا له من أنت قال قريعي قال وجهم بن زحر قاعد فقال كذب والله أصلحك الله انه لابن عمى فقال له قتيبة ويحك ما دعاك إلى هذا قال رأيت كل من جاء قال قريعي فظننت أنه ينبغي لكل من جاء برأس أن يقول قريعي
(٢٢٧)