مات وأرادوا دفنه بعث إليه رتبيل فحز رأسه فبعث به إلى الحجاج وأخذ ثمانية عشر رجلا من آل الأشعث فحبسهم عنده وترك جميع من كان معه من أصحابه وكتب إلى الحجاج بأخذه الثمانية عشر رجلا من أهل بيت عبد الرحمن فكتب إليه أن اضرب رقابهم وابعث إلى برؤوسهم وكره أن يؤتى بهم إليه أحياء فيطلب فيهم إلى عبد الملك فيترك منهم أحدا وقد قيل في أمر ابن أبي سبيع وابن الأشعث غير ما ذكرت عن أبي مخنف وذلك ما ذكر عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه كان يقول زعم أن عمارة بن تميم خرج من كرمان فأتى سجستان وعليها رجل من بنى العنبر يدعى مردودا فحصره ثم آمنه ثم استولى على سجستان وأرسل رتبيل وكتب إليه الحجاج أما بعد فإني قد بعثت إليك عمارة بن تميم في ثلاثين ألفا من أهل الشأم لم يخالفوا طاعة ولم يخلعوا خليفة ولم يتبعوا إمام ضلالة يجرى على كل رجل منهم في كل شهر مائة درهم يستطعمون الحرب استطعاما يطلبون ابن الأشعث فأبى رتبيل أن يسلمه وكان مع ابن الأشعث عبيد بن أبي سبيع التميمي قد خص به وكان رسوله إلى رتبيل فخص برتبيل أيضا وخف عليه فقال القاسم بن محمد بن الأشعث لأخيه عبد الرحمن إني لا آمن غدر التميمي فاقتله فهم به وبلغ ابن أبي سبيع فخافه فوشى به إلى رتبيل وخوفه الحجاج ودعاه إلى الغدر بابن الأشعث فأجابه فخرج سرا إلى عمارة بن تميم فاستعجل في ابن الأشعث فجعل له ألف ألف فأقام عنده وكتب بذلك عمارة إلى الحجاج فكتب إليه أن أعط عبيدا ورتبيل ما سألاك فاشترط رتبيل أن لا تغزى بلاده عشر سنين وأن يؤدى بعد العشر سنين في كل سنة تسعمائة ألف فأعطى وعبيدا ما سألا وأرسل رتبيل إلى ابن الأشعث فأحضره وثلاثين من أهل بيته وقد أعدلهم الجوامع والقيود فألقى في عنقه جامعة وفى عنق القاسم جامعة وأرسل بهم جميعا إلى أدنى مسالح عمارة منه وقال لجماعة من كان مع ابن الأشعث من الناس تفرقوا إلى حيث شئتم ولما قرب ابن الأشعث من عمارة ألقى نفسه من فوق قصر فمات فاحتز رأسه فأتى به وبالأسري عمارة فضرب أعناقهم وأرسل برأس ابن الأشعث وبرؤوس أهله وبامرأته إلى الحجاج فقال في ذلك بعض الشعراء
(١٨٩)