القضاء ولى مكانه عمرو بن خالد الزرقي (وحج) بالناس في هذه السنة أبان بن عثمان كذلك حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكان على الكوفة والبصرة والمشرق الحجاج وعلى خراسان يزيد بن المهلب من قبل الحجاج ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ذكر الاحداث التي كانت فيها فما كان فيها من ذلك هزيمة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بدير الجماجم ذكر الخبر عن سبب انهزامه ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف قال حدثني أبو الزبير الهمداني قال كنت في خيل جبلة بن زحل * فلما حمل عليه أهل الشأم مرة بعد مرة نادانا عبد الرحمن ابن أبي ليلى الفقيه فقال يا معشر القراء إن الفرار ليس بأحد من الناس بأقبح منه بكم إني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين وأثابه أحسن ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشأم أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ومن أنكر بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكر بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه باليقين فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه وقال أبو البختري أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم وليغلبن على دنياكم وقال الشعبي يا أهل الاسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم فوالله ما أعلم قوما على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور منهم في الحكم الحكم فليكن بهم البدار وقال سعيد بن جبير قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنية ويقين وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة (قال أبو مخنف) قال أبو الزبير فتهيأنا
(١٦٣)