وهل تركت نساء الحي ضاحية * في ساحة الدار يستوقدن بالغبط وجاء حتى نزل البصرة وقد كان بلغ المهلب شقاق عبد الرحمن وهو بسجستان فكتب إليه أما بعد فإنك وضعت رجلك يا ابن محمد في غرز طويل الغى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الله الله فانظر لنفسك لا تهلكها ودماء المسلمين فلا تسفكها والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها فان قلت أخاف الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه عليها من الناس فلا تعرضها لله في سفك دم ولا استحلال محرم والسلام عليك وكتب المهلب إلى الحجاج أما بعد فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك وهم مثل السيل المنحدر من عل ليس شئ يرده حتى ينتهى إلى قراره وان لأهل العراق شرة في أول مخرجهم وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم فليس شئ يردهم حتى يسقطوا إلى أهليهم ويشموا أولادهم ثم واقفهم عندها فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله فلما قرأ كتابه قال فعل الله به وفعل لا والله مالي نظر ولكن لابن عمه نصح ولما وقع كتاب الحجاج إلى عبد الملك هاله ثم نزل عن سريره وبعث إلى خالد بن يزيد بن معاوية ودعاه فأقرأه الكتاب ورأى ما به من الجزع فقال يا أمير المؤمنين إن كان هذا الحدث من قبل سجستان فلا تخفه وإن كان من قبل خراسان تخوفته قال فخرج إلى الناس فقام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أهل العراق طال عليهم عمري فاستعجلوا قدري اللهم سلط عليهم سيوف أهل الشأم حتى يبلغوا رضاك فإذا بلغوا رضاك لم يجاوزا إلى سخطك ثم نزل وأقام الحجاج بالبصرة وتجهز ليلقى ابن محمد وترك رأى المهلب وفرسان أهل الشأم يسقطون إلى الحجاج في كل يوم مائة وخمسون وعشرة وأقل على البرد من قبل عبد الملك وهو في كل يوم تسقط إلى عبد الملك كتبه ورسله بخبر ابن محمد أي كورة نزل ومن أي كورة يرتحل وأي الناس إليه أسرع (قال أبو مخنف) حدثني فضيل بن خديج ان مكتبه كان بكرمان وكان بها أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة وأهل البصرة فلما مر بهم ابن محمد بن الأشعث انجفلوا معه وعزم الحجاج رأيه على استقبال ابن الأشعث فسار بأهل الشأم حتى نزل تستر وقدم بين يديه مطهر بن حر العكي أو الجذامي وعبد الله بن رميثة
(١٤٩)