الطائي ومطهر على الفريقين فجاءوا حتى انتهوا إلى دجيل وقد قطع عبد الرحمن بن محمد خيلا له عليها عبد الله بن أبان الحارثي في ثلثمائة فارس وكانت مسلحة له وللجند فلما انتهى إليه مطهر بن حر أمر عبد الله بن رميثة الطائي فأقدم عليهم فهزمت خيل عبد الله حتى انتهت إليه وجرح أصحابه (قال أبو مخنف) فحدثني أبو الزبير الهمداني قال كنت في أصحاب ابن محمد إذ دعا الناس وجمعهم إليه ثم قال اعبروا إليه من هذا المكان فأقحم الناس خيولهم دجيل من ذلك المكان الذي أمرهم به فوالله ما كان بأسرع من أن عبر عظم خولنا فما تكاملت حتى حملنا على مهر بن حر والطائي فهزمناهما يوم الأضحى في سنة 81 وقتلناهم قتلا ذريعا وأصبنا عسكرهم وأتت الحجاج الهزيمة وهو يخطب فصعد إليه أبو كعب بن عبيد بن سرجس فأخبره بهزيمة الناس فقال أيها الناس ارتحلوا إلى البصرة إلى معسكر ومقاتل وطعام ومادة فإن هذا المكان الذي نحن به لا يحمل الجند ثم انصرف راجعا وتبعته خيول أهل العراق فكلما أدركوا منهم شاذا قتلوه وأصابوا ثقلا حووه ومضى الحجاج لا يلوى على شئ حتى نزل الزاوية وبعث إلى طعام التجار الكلاء فأخذه فحمله إليه وخلى البصرة لأهل العراق وكان عامله عليهم الحكم بن أيوب ابن الحكم بن أبي عقيل الثقفي وجاء أهل العراق حتى دخلوا البصرة وقد كان الحجاج حين صدم تلك الصدمة وأقبل راجعا دعا بكتاب المهلب فقرأه ثم قال لله أبوه أي صاحب حرب هو أشار علينا بالرأي ولكنا لم نقبل وقال غير أبى مخنف كان عامل البصرة يومئذ الحكم بن أيوب على الصلاة والصدقة وعبد الله بن عامر بن مسمع على الشرط فسار الحجاج في جيشه حتى نزل رستقباذ وهى من دستوى من كور الأهواز فعسكر بها وأقبل ابن الأشعث فنزل تستر وبينهما نهر فوجه الحجاج مطهر بن حر العكي في ألفى رجل فأوقعوا بمسلحة لابن الأشعث وسار ابن الأشعث مبادرا فواقعهم وهى عشية عرفة من سنة 81 فيقال إنهم قتلوا من أهل الشأم ألفا وخمسمائة وجاءه الباقون منهزمين ومعه يومئذ مائة وخمسون ألف ألف ففرقها في قواده وضمنهم إياها وأقبل منهزما إلى البصرة وخطب ابن الأشعث
(١٥٠)