يوما إلى الليل يسلى ما كان * إنا سمونا للكفور الفتان حتى طغى في الكفر بعد الايمان * بالسيد الغطريف عبد الرحمن سار بجمع كالدبى من قحطان * ومن معد قد أتى ابن عدنان بجحفل جم شديد الإرنان * فقل لحجاج ولى الشيطان يثبت لجمع مذحج وهمدان * فإنهم ساقوه كأس الذيفان وملحقوه بقرى ابن مروان قال وبعث على مقدمته عطية بن عمرو العنبري وبعث الحجاج إليه الخيل فجعل لا يلقى خيلا إلا هزمها فقال الحجاج من هذا فقيل له عطية فذلك قول الأعشى فإذا جعلت دروب فان * رس خلفهم دربا فدربا فابعث عطية في الخيول * يكبهن عليك كبا ثم إن عبد الرحمن أقبل يسير بالناس فسأل عن أبي إسحاق السبيعي وكان قد كتبه في أصحابه وكان يقول أنت خالي فقيل له ألا تأتيه فقد سأل عنك فكره أن يأتيه ثم أقبل حتى مر بكرمان فبعث عليهم خرشة بن عمر والتميمي ونزل أبو إسحاق بها فلم يدخل في فتنته حتى كانت الجماجم ولما دخل الناس فارس اجتمع الناس بعضهم إلى بعض وقالوا إنا إذا خلعنا الحجاج عامل عبد الملك فقد خلعنا عبد الملك فاجتمعوا إلى عبد الرحمن فكان أول الناس (قال أبو مخنف) فيما حدثني أبو الصلت التيمي خلع عبد الملك بن مروان تيحان بن أبجر من بنى تيم الله بن ثعلبة فقام فقال أيها الناس إني خلعت أبا ذبان كخلعي قميصي فخلعه الناس إلا قليلا منهم ووثبوا إلى ابن محمد فبايعوه وكانت بيعته تبايعون على كتاب الله وسنة نبيه وخلع أئمة الضلالة وجهاد المحلين فإذا قالوا نعم بايع فلما بلغ الحجاج خلعه كتب إلى عبد الملك يخبره خبر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ويسأله أن يعجل بعثه الجنود إليه وبعث كتابه إلى عبد الملك يتمثل في آخره بهذه الأبيات وهى للحارث بن وعلة سائل مجاور جرم هل جنيت لهم * حربا تفرق بين الجيرة الخلط وهل سموت بجرار له لجب * جم الصواهل بين الجم والفرط
(١٤٨)