والشعاب ووضع المسالح بكل مكان مخوف حتى إذا حاز من أرضه أرضا عظيمة وملا يديه من البقر والغنم والغنائم العظيمة حبس الناس عن الوغول في أرض رتبيل وقال نكتفي بما أصبناه العام من بلادهم حتى نجبيها ونعرفها وتجترئ المسلمون على طرقها ثم نتعاطى في العام المقبل ما وراءها ثم لم نزل نتنقصهم في كل عام طائفة من أرضهم حتى نقاتلهم آخر ذلك على كنوزهم وذراريهم وفى أقصى بلادهم وممتنع حصونهم ثم لا نزايل بلادهم حتى يهلكهم الله ثم كتب إلى الحجاج بما فتح الله عليه من بلاد العدو وبما صنع الله للمسلمين وبهذا الرأي الذي رآه لهم وأما غير يونس ابن أبي إسحاق وغير من ذكرت الرواية عنه في أمر ابن الأشعث فإنه قال في سبب ولايته سجستان ومسيره إلى بلاد رتبيل غير الذي رويت عن أبي مخنف وزعم أن السبب في ذلك كان أن الحجاج وجه هميان بن عدي السدوسي إلى كرمان مسلحة لها ليمد عامل سجستان والسندان احتاجا إلى مدد فعصى هميان ومن معه فوجه الحجاج بن الأشعث في محاربته فهزمه وأقام بموضعه ومات عبيد الله بن أبي بكرة وكان عاملا على سجستان فكتب الحجاج عهد ابن الأشعث عليها وجهز إليها جيشا أنفق عليهم ألفى ألف سوى أعطياتهم كان يدعى جيش الطواويس وأمره بالاقدام على رتبيل (وحج) بالناس في هذه السنة أبان بن عثمان كذلك حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال محمد بن عمر الواقدي وقال بعضهم الذي حج بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد الملك وكان على المدينة في هذه السنة أبان بن عثمان وعلى العراق والمشرق كله الحجاج بن يوسف وعلى خراسان المهلب بن أبي صفرة من قبل الحجاج وعلى قضاء الكوفة أبو بردة بن أبي موسى وعلى قضاء البصرة موسى بن أنس وأغزى عبد الملك في هذه السنة ابنه الوليد
(١٤٢)