فأبلى يومئذ فنادوه يا صاحب شرطة عارمة وعارمة جارية بكير فأحجم فقال له بكير لا أبا لك لا يهدك نداء هؤلاء القوم فإن للعارمة فحلا يمنعها فقدم لواءك فقاتلوا حتى انحاز بكير فدخل الحائط فنزل السوق العتيقة ونزل أمية باسان فكانوا يلتقون في ميدان يزيد فانكشفوا يوما فحماهم بكير ثم التقوا يوما آخر في الميدان فضرب رجل من بنى تميم على رجله فجعل يسحبها وهريم يحميه؟؟ فقال الرجل اللهم أيدنا فأمدنا بالملائكة فقال له هريم أيها الرجل قاتل عن نفسك فإن الملائكة في شغل عنك فتحامل ثم أعاد قوله اللهم أمدنا بالملائكة فقال هريم لتكفن عنى أو لا دعنك والملائكة وحماه حتى ألحقه بالناس قال ونادى رجل من بنى تميم يا أمية يا فاضح قريش فآلى أمية إن ظفر به أن يذبحه؟؟ فظفر به فذبحه بين شرفتين من المدينة ثم التقوا يوما آخر فضرب بكير بن وشاح ثابت بن قطة على رأسه وانتمى أنا ابن وشاح فحمل حريث بن قطة أخو ثابت على بكير فانحاز بكير وانكشف أصحابه وأتبع حريث بكيرا حتى بلغ القنطرة فناداه أين يا بكير فكر عليه فضربه حريث على رأسه فقطع المغفر وعض السيف برأسه فصرع فاحتمله أصحابه فأدخلوه المدينة قال فكانوا على ذلك يقاتلونهم وكان أصحاب بكير يغدون متفضلين في ثياب مصبغة وملاحف وأزر صفر وحمر فيجلسون على نواحي المدينة يتحدثون وينادى مناد من رمى بسهم رمينا إليه برأس رجل من ولده وأهله فلا يرميهم أحد قال فأشفق بكير وخاف إن طال الحصار أن يخذله الناس فطلب الصلح وأحب ذلك أيضا أصحاب أمية لمكان عيالاتهم بالمدينة فقالوا لا مية صالحه وكان أمية يحب العافية فصالحه على أن يقضى عنه أربعمائة ألف ويصل أصحابه ويوليه أيضا أي كور خراسان شاء ولا يسمع قول بحير فيه وإن رابه منه ريب فهو آمن أربعين يوما حتى يخرج عن مرو فأخذ الأمان لبكير من عبد الملك وكتب له كتابا على باب سنجان ودخل أمية المدينة قال وقوم يقولون لم يخرج بكير مع أمية غازيا ولكن أمية لما غزا استخلفه على مرو فخلعه فرجع أمية فقاتله ثم صالحه ودخل مرو ووفى أمية لبكير وعاد إلى ما كان عليه من الاكرام وحسن الاذن وأرسل
(١٣١)