إلى عتاب اللقوة فقال أنت صاحب المشورة فقال نعم أصلح الله الأمير قال ولم قال خف ما كان في يدي وكثر ديني وأعديت على غرمائي قال ويحك فضربت بين المسلمين وأحرقت السفن والمسلمون في بلاد العدو وما خفت الله قال قد كان ذلك فأستغفر الله قال كم دينك قال عشرون ألقا قال تكف عن غش المسلمين وأقضى دينك قال نعم جعلني الله فداك قال فضحك أمية وقال إن ظني بك غير ما تقول وسأقضي عنك فأدى عنه عشرين ألفا وكان أمية سهلا لينا سخيا لم يعط أحد من عمال خراسان بها مثل عطاياه قال وكان مع ذلك ثقيلا عليهم كان فيه زهو شديد وكان يقول ما أكتفي بخراسان وسجستان لمطبخي وعزل أمية بحيرا عن شرطته وولاها عطاء بن أبي السائب وكتب إلى عبد الملك بما كان من أمر بكير وصفحه عنه فضرب عبد الملك بعثا إلى أمية بخراسان فتجاعل الناس فأعطى شقيق ابن سليل الأسدي جعالته رجلا من جرم وأخذ أمية الناس بالخراج واشتد عليهم فيه فجلس بكير يوما في المسجد وعنده ناس من بنى تميم فذكروا شدة أمية على الناس فذموه وقالوا سلط علينا الدهاقين في الجباية وبحير وضرار بن حصن وعبد العزيز بن جارية بن قدامة في المسجد فنقل بحير ذلك إلى أمية فكذبه فأدعي شهادة هؤلاء وادعى شهادة مزاحم بن أبي المجشر السلمي فدعا أمية مزاحما فسأله فقال إنما كان يمزح فأعرض عنه أمية ثم أتاه بحير فقال أصلح الله الأمير إن بكيرا والله قد دعاني إلى خلعك وقال لولا مكانك لقتلت هذا القرشي وأكلت خراسان فقال أمية ما أصدق بهذا وقد فعل ما فعل فآمنته ووصلته قال فأتاه بضرار بن حصن وعبد العزيز بن جارية فشهد أن بكيرا قال لهما لو أطعتماني لقتلت هذا القرشي المخنث وقد دعانا إلى الفتك بك فقال أمية أنتم أعلم وما شهدتم وما أظن هذا به وإن تركه وقد شهدتم بما شهدتم عجز وقال لحاجبه عبيدة ولصاحب حرسه عطاء بن أبي السائب إذا دخل بكير وبدل وشمر دل ابنا أخيه فنهضت فخذوهم وجلس أمية للناس وجاء بكير وابنا أخيه فلما جلسوا قام أمية عن سريره فدخل وخرج الناس وخرج بكير فحبسوه وابن أخيه فدعا أمية ببكير فقال أنت القائل
(١٣٢)