اختلفت بخراسان فصارت مقاعس والبطون يتعصبون له فخاف أهل خراسان أن تعود الحرب وتفسد البلاد ويقهرهم عدوهم من المشركين فكتبوا إلى عبد الملك ابن مروان إن خراسان لا تصلح بعد الفتنة إلا على رجل من قريش لا يحسدونه ولا يتعصبون عليه فقال عبد الملك خراسان ثغر المشرق وقد كان به من الشر ما كان وعليه هذا التميمي وقد تعصب الناس وخافوا أن يصيروا إلى ما كانوا عليه فهلك الثغر ومن فيه وقد سألوا ان أولى أمرهم رجلا من قريش فيسمعوا له ويطيعوا فقال أمية بن عبد الله يا أمير المؤمنين تداركهم برجل منك قال لولا انحيازك عن أبي فديك كنت ذلك الرجل قال يا أمير المؤمنين والله ما انحزت حتى لم أجد مقاتلا وخذلني الناس فرأيت أن انحيازي؟؟ إلى فئة أفضل من تعريضي عصبة بقيت من المسلمين للهلكة وقد علم ذلك مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة وكتب إليك خالد بن عبد الله بما بلغه من عذري قال وكان خالد كتب إليه بعذره ويخبره أن الناس قد خذلوه فقال مرار صدق أمية يا أمير المؤمنين لقد صبر حتى لم يجد مقاتلا وخذله الناس فولاه خراسان وكان عبد الملك يحب أمية ويقول نتيجتي أي لدتى فقال الناس ما رأينا أحدا عوض من هزيمة ما عوض أمية فر من أبى فديك فاستعمل على خراسان فقال رجل من بكر بن وائل في محبس بكير بن وشاح أتتك العيس تنفخ في براها * تكشف عن مناكبها القطوع كأن مواقع الاكرار منها * حمام كنائس بقع وقوع بأبيض من أمية مضرحى * كأن جبينه سيف صنيع وبحير يومئذ بالسنج يسأل عن مسير أمية فلما بلغه أنه قد قارب أبرشهر؟؟ قال لرجل من عجم أهل مرو يقال له رزين أو زرير دلنى على طريق قريب لألقى الأمير قبل قدومه ولك كذا وكذا وأجزل لك العطية وكان عالما بالطريق فخرج به فسار من السنج إلى أرض سرخس في ليلة ثم مضى به إلى نيسابور فوافى أمية حين قدم أبر شهر فلقيه فأخبره عن خراسان وما يصلح أهلها وتحسن به طاعتهم ويخف على بكير أموالا أصابها وحذره غدره قال وسار معه حتى قدم مرو وكان أمية سيدا
(٣٩)